أكاد أكون جازما أن أحدكم لم يسمع سابقا انه حينما يضرب البرق الأرض و تتلاشى تلك الومضة إلى غير رجعة يبقى لها في الحقيقة أثار تتكون في ذلك المكان، و ذلك ينتج بسبب تلك الطاقة الكهربائية الكبيرة التي تتفرغ في تلك المنطقة.

و تختلف تلك الأثار حسب طبيعة الأرض و مكوناتها و رطوبتها و ايضا طاقة نفس البرق الضارب. في هذه الحالة تسمى تلك المواد الناتجة عن الصاعقة البرقية بـ Fulgurite (باللاتينية fulgur ضربة برق) و أحيانا تسمى بالأحجار المضيئة (طبعا هي لا تضيء) و أيضا البرق المتحجر.

أجمل أنواع الأحجار المضيئة هي تلك التي تتكون في الأرض الرملية الصحراوية و يزداد جمالها في حالة كانت الرمال رطبة

بعد صاعقة قوية يتشكل في طبقة الأرض بعمق قد يصل عدة أمتار و غالبا فقط بضع سانتيمترات أحجار زجاجية مفرغة الداخل على شكل أنابيب عادة تكون متفرعة بشكل يشبه الجذور أو المرجان

و هذا نتيجة إرتفاع درجة حرارة المنطقة التي يضربها البرق لدرجات عالية جدا تعمل على صهر الرمل

كيميائيا هذه المادة هي ثاني أكسيد السيليكون SiO₂المتحولة إلى زجاج

كما نعلم فالرمل و التراب المبلل لديه أكثر قابلية للتوصيل الكهربائي منه من الجاف، و في حالة الرمل المبلل و الرطب تكون هذه الأنابيب الزجاجية على أشكال متشعبة و ملتوية، و ذلك يحدث عندما تتشعب الشرارة البرقية داخل التربة و يكون خلال ذلك إرتفاع هائل لدرجة الحرارة يليه تبريد سريع جدا فيبقى مركز هذا الأنبوب ممتليء للحظات ببخار الماء مجوفا

أطول حجر مضيء تم إكتشافه في الولايات المتحدة بطول 3 أمتار و بقطر 8 سم و كان شديد الهشاشة و لم يتمكن من إستخراجه كاملا

في جنوب مصر تم إكتشاف حجر مضيء عمره 15 ألف سنة و بواسطة تحليل الغازات التي تدخل في تركيبه و خصوصا الكربون أصبح معروفا انه تلك المنطقة القاحلة كانت أصلا منطقة شجرية نباتية

من الجدير بالذكر ان هناك أحجار مشابه تتشكل خلال التجارب النووية على سطح الأرض

نترككم مع بعض الصور: